الخروج من جيتو التنظيم الى رحاب المجتمع

الخروج من جيتو التنظيم الى رحاب المجتمع

ان على الجيل الجديد في الحركة ان يراجع اليوم البرامج والمواقف والتاريخ الذي مرت به الحركة.. ويحاول الخروج من جيتو التنظيم إلى شوارع الاوطان، ومن هموم الحركة ومصالحها إلى هموم الشعوب ومصالحها، ومن طوباوية الشعارات إلى قسوة البرامج والتفصيلات، ومن مطلقية الصواب في الأفكار والمباديء، إلى اسلوب البحث والاختيارات المرهقة..مما يوفر لهذا الجيل أفضل التربية، التي هي أجدى من منطق المربي القدوة.
انه ليس ممكنا ولا مطلوبا أن تنهض فئة قليلة من ابناء لحركة تعمل وحدها، وتتحمل أعباء الدعوة للاصلاح، في حين يقف المجموع الباقي يراقب وينظر، أو يحارب ويعوق، ولكن المطلوب تأهيل الجميع لتحقيق شروط الإصلاح، وليكونوا قادرين على أداء دورهم المطلوب
وإن من الظواهر السلبية في الحركة، والتي ينبغي الالتفات إليها والاهتمام بها، الاعتقاد السائد لدى قطاعات واسعة من الحركة أن التنظيم غاية في حد ذاته، وأن الإسلام لن يعود لسابق مجده إلا من خلال التنظيم. وسادت ثقافة التنظيم والاهتمام به على ما عداها من القضايا، وباتت خدمة التنظيم هي الهدف الأساسي، وليس خدمة المجتمع وعوام الناس، وأصبح فهم ووعي الشباب للقضايا العامة وتفاعلهم معها يغلب عليه العمومية والكسل في التتبع الثقافي للقضية العامة، والرومانسية الحالمة البعيدة عن الواقع، وذلك لأن الوعي بالقضية العامة يقررها التنظيم، والعضو يريح نفسه ويعتمد على الثقافة التي يتيحها له التنظيم.
وهكذا فإن التنظيم أوجد في المنتمين إليه عقلية شبه سطحية وغير عميقة، فاصبح الاخ لا يهتم ولا يدرك إلا المباشر، ولذا نجده لا يتفاعل مع القضية العامة إلا بمقدار ما يكون له صلة بما يقوله التنظيم أو يمارسه. وهذا يفسر ضعف ثقافة أعضاء الحركات في التفرقة والتمييز بين ما يمكن أن يؤثر على الحركة مباشرة وما قد يؤثر عليها أكثر ولكن بطريق غير مباشر.
ان أعداء الحركة وكارهوها يعملون جاهدين على أن تظل الحركة سطحية الثقافة معتمدة على الآليات المباشرة في الفهم والحركة، لذلك فهم يعملون على توفير فرص التعبير الديني الشكلي والظاهري لها، وفي نفس الوقت يبذلون كل الجهود الممكنة لمنع الحركة من اكتساب الخبرة السياسية والاجتماعية الناضجة، والتي تمكن الحركة من أن تصبح مستقبلاً بديلاً كفؤاً للتيارات الاخرى كانت أم ثقافية وفكرية، وذلك باتضيق حتى الخناق على مفكريها ليغادروها.

  1. أضف تعليق

أضف تعليق